السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته :
يقول مفدي في الاعتزاز بمقومات الأصالة:
شربت العقيدة حتى الثمالــــة **فأسلمت وجهي لـرب الجلالــه
ولولا الوفـاء لإسلامنــــا** لمـا قرر الشعب يومـا مآلـــه
ولولا استقامــة أخلاقنــــا** لمـا أخلص الشعب يوما نضالــه
ولولا تحالف شعـب وربٍّ **لمـا حقق الرب يومــا سؤالـه
هو الدين يغمـر أرواحنــا** بنـور اليقيـن ويرسي العدالــه
إذا الشعب أخلـف عهد الإلــه** وخـان العقيــدة فارقُب زواله
ونجده يكرر الصورة نفسها في إلياذته عن مناسبة نفمبر إذ يقول:
تأذن ربك ليلـة قــــــدر** وألقى الستــار على ألف شهـر
وقال لـه الشعب: أمـرَك ربــي** وقال لـه الرب: أمــرُك أمـري
ولعلع صـوت الرصاص يــدوّي** فعـاف اليراع خـرافة حبـــر
وتأبى المــدافع صوغ الكلام** إذا لم يكـن من شواظ وجمــر
وتأبى القنـابل طبع الحــروف** إذا لم تكـن من سبائك حُمـــر
وتأبى الصفائح نشر الصحـائف **ما لم تكــن بالقرارات تســري
ويأبـى الحديد استمـاع الحديث** إذا لم يـكن من روائـع شعـري
نفمبــر غيرت فجر الحيــاة **وكنت نفمبـر مطلـع فجــر
وذكرتنـا في الجـزائر بــدرا **فقمنـا نضاهـي صحابــة بدر
يقول رحمه الله في قصيدته "البردة الوطنية" سنة 1937:
تونس والجزائر اليوم، والمغـــرب** شعب لن يستطيع انفصـــالا
وحدة أحكـم الإلـه سَـداهـا،** مـــن يـرد قطعـه أراد محالا
نبتـت من أب كريـم وأمّ سمـتْ** في الحــياة عمًّــا وخــالا
نصبـوا بينــها حـدودا من الـ** ألـواح، جهلا وخدعـة، وضلالا
فاجعلـوا إن أردتـم الكون سـ **ـدًّا، وضعوا البحر بيننا والجبـالا
نحن روح مـزاجه الضـاد والد **يـن، فلـن يستطيع قطّ انحـلالا
كلما رمتـم افتراقــا قرُبنــا **وعقدنــا محبة واتصــــالا
ويصل المغرب بالمشرق في هذه الدعوة الملحة التي أرسلها في الذكرى الثانية للثورة:
رسول الشرق قل للشـرق إنــا على** عهـد العروبة سوف نبقــى
وإمـا بالجزائر أنكــرونـــا سنخرق **وصمة الإجمـاع خرقــا
سيعتـرف الزمان غـدًا بأنـــا سبقنـا** وثبـة الأقـدار سبــقا
وأنـا في الجزائـر خيـر شعب **عروبتــه مدى الأجيـال وُثقَـى
وأن الوحـدة الكبرى إذا مـــا **تحــررت الجزائر سوف تبقــى.
ومن روائع غزله بوطنه قوله في المقاطع الأولى للإلياذة:
جزائر يا لحكـاية حبـــــي** ويا من حملت السلام لقلبـــي
ويا من سكبت الجمـال بروحـي** ويا من أشعت الضيـاء بدربــي
فلولا جمالك ما صــح دينــي** وما إن عرفـت الطريق لربـــي
ولولا العقيدة تغمــر قلبـــي** لما كنـت أومـن إلا بشعبـــي
وإما ذكرتك شع كيـــانــي** وإما سمعـت نــداك ألبـــي
ومهما بعــدت، ومهمـا قربت **غرامك فــوق ظنوني ولبــي
ويقول :
بلادي أحبك فوق الظنــون** وأشدو بحبـك في كــل نـادي
عشقت لأجلك كل جميــــل** وهمـت لأجــلك في كل واد
ومن هـام فيك أحب الجمـال** وإن لامه الغشم قال: بـــلادي
لأجل بلادي عصرت النجــوم** وأترعت كأسي وصغت الشوادي