هذه القصيدة من واقع قصة لإحدى بنات مجتمعنا والتي ذهبت فريسة الإهمال الأسري والترف الغير منضبط والإعلام المتمرد على أخلاقيات الدين ومبادئ مجتمعنا المسلم، والذي كان ضحيته عقول الشباب وأروقة العفّة والحياء...والقصيدة على لسان الفتاة..
دعني أكسّـر أغلالـي وأوضاري! فالهـــمُّ أعلن بين النّاس أسـراري
دعني أسحُّ دمـوعا أشـربتْ بدمٍ وأرسم الحزن في قرطاس أشعاري
أصحـو وأغـفـو ولكن بين أجنحــتي قلباً تقلبـه الشـكوى على نـار
أصبـو الى روضــةٍ بالحـب وارفـةٍ كبـلبل ٍ موجع ٍ يهفــو الى دار
غيري تربّت على القـرآن باســقةً فأثمرت وازدهت في طاعـة الباري
كأنها وردة ٌ شـماء زاهــية ٌ في دوحة الطهر أو في روض أزهـار
في قلب راضـية ٍ، فـي ثوب زاكـيةٍ في طهر غـادية ٍ في حسن أقمـار
أمّا أنا فادْلهمّ الخطـب في كــبدي و سـودت سـيئاتي لوح تـذكاري
أمّـي لها في بحـور الفن ملحمـة ٌ قد اعـتلتْ في المآسي كلّ تيـار
الزيـف أتعــبها ، و السوق غـيبّها ياليت لي عطف أم ٍ ذات أطـمار!!
و لي أب ٌ لم أذق في ظــل مهجــته معنى الأبـوة من عطــف ٍ وإيثـار
أحلامـه في رؤى الصفْقات لاهــثةٌ في بؤس سمسرة ٍ أو طيش أسفار
على لسـاني سؤال عنه محـترق ٌ قد باع حبّـي و تحــناني بدينـار
ضاع الرقيب فهان العِرض في زمني حتى استوى فيه إقبـالي وإدبـاري
تسطو الذئـاب على شـاة مغفــلة فاستسلمت بين أنيــاب ٍ وأظــفار
الدار من روعـة الآلاء مـترعـة ٌ و للهـدى في رُبـاها نــوح إقـفار
قد فتّحـوا للـبلايـا ألـف نافــذة ٍ و دون صـوت التّقى أسـوار أسـوار
جاءوا "بـدش ٍ" على فحواه مهلكتي يودي بدينـي و أخلاقـي و أفـكاري
ويلي على أخوتــي إذ هـدّ وازعـهم ليـزرع السُّـم مـن دار ٍ إلى دار
و استأسـروني بأفـلام ٍ مـهدمـةٍ عن سجدةٍ في الدجى أو أُنس أذكار
أو دعوة ٍ في ظلام الليـل صـادقةٍ إذا تنــزّل مـولانـا بأسحـار
ثغر الزنا من حديث " الفلم" مبتسمٌ و الشـرّ يشــدو على أنغـام أوتـار
يا ويحـنا من لجيـل الحق إن تُركت.. نُهـى الشـباب لكفـار ٍ وفجار
ناب المسلسل عن أمي وعطف أبي فاستحكمتْ غربتي واحْمرّ إعصـاري
الزيف أرّقـني ، و الخوف أقـلقني من صـولة الزيغ ، أو من وصمـة العار
جـاءوا بحريةٍ مزعـومة ٍ بَئِســتْ فاستـعبدت بالـرّدى أعنــاق أحرار
أودوا حيـائي وجـدّوا في مـحاربتي و أخـفتوا بسفور الغـرب أنواري
" ولا تبرجن " أمـر الله..نبع تقــى فما لنا نسـتقي من خـبث أوكار
لا غـيرةٌ جللتني من ذوي رحـمي و ما رفعْــتُ بتـاج الديـن مقـداري
أبكي على زهـرة التقـوى وقد ذبلت في القلب ما بيـن آثامـي وأوزاري
يا بـؤس قلبي من الدنيـا و زخـرفها إني أعـيش على جرف ٍ لها هاري
لاتتعـب النفـس في الدنيـا و بهجتها فما السـعادة إلا في رضا الباري
يا رب هـب لى مـتابا أستنير به يجـلو فـؤادي و يمـحو كـل آثاري
يا من أنار على المختار غـربتـه في رحلة العـمر أو في ظلمة الغار
جعلتَ يثـربَ فـي لقيـاه باسـمةً تشدو ، و أيـدته فــيها بأنـصار
أيـّد فـؤادي بفــضل ٍ منـك مـنهمر ٍ وصحبة ٍ في مجـال الخير أخيار
برئت لله ربـّي مـن غـنى بطـر ٍ يُطــغي فـؤادي و يهوي بي إلى النار
ربـّاه تاقـت الى رحماك ناصـيتي و أنت تعـلم إقـلالي و إكثاري
إن لم تجرني بنـور ٍ منك يغـمرني يحيا به القلب أو يسري به السّاري
فالقلب ذاوٍ..ولكن إن ذوى جـسدي فكـتّموا يا نُعـاتي بعـض أخبـاري
وانسـوا فتاةً روت للكـون قصـتها وامـتد حبر الأسى من دمعها الجـاري!