غابت الشمس خلف الأفق البعيد
تاركة وراءها سماء ملبدة بالغيوم
تاركةً نوعً من الفرح والحزن الشديد
وحباً للضوء والمرح وكرهاً للهموم
شمسيا لم أجد مبرراً لغيابك الجديد
لم أذق مثل هذا الغياب كطعم السموم
فرجوت أن تشرقي لتضمدي الجروح
لكن صدى صوتك في السماء يلوح
قائلاً: لا تقلقي سأعود من جديد
لازال الأمل مشرقاً في النفس والروح
يا بلسم جرحي و خضرة السفوح
يا عطر الكون ونسيم الصباح
يا ملكة حكمها في الحياة يلوح
كالزهور ذات العطر الفواح
يا ندى يهطل على ثمر التفاح
سيظل ذكراك حيًا في الأرواح
يا ياقوتة تلمع في ذهني ذكراها
يا نور سطع في وجهها فحياها
لكِ مني كل سلام يا درة العيون
يا من مثلك كاللؤلؤ المكنون
سأصعد فوق قوس المطر لِأُحييها
فوق الغيم الشامخات فوق أراضيها
سيدتي لك مني كل حب و سلام
لك مني قُبَلٌ أرسلها مع طير الحمام
شمسيا يا آنسة الدنيا و الأحلام
يا من خلقك رب البرايا والأنام
يا من سناها يرد الأنفاس
سأنتظر متى يوم الإياب
متى يحين اللقاء لم تجاوبني
فماذا افعل أين الجواب
سأسأل الطير المحلقات
سأسال النخل الباصقات
لكن يا شمسيا هل هناك من مناج
أجابني صوت رقيق: سيحين اللقاء
قلت :متى
قال: عندما يحل السلام
سالت :من مناجيّ فيالا الجواب
قال: أنا ضياء الأرض شمس الوئام
قلت : كيف عدتي بعد هذا الغياب؟
قالت:الشوق والحنين للأصحاب
والكره والحقد المستمر للأوصاد
والسلاسل والقيود
قلت: من قَيَدَ الحسناء شمسيا
فأجابت :النار النائية
قلت :أين المفتاح لأفتح للأوصاد
قالت:ما هناك من مفتاح
قلت :إذاً كيف الرجوع
قالت :عندما يحل السلام
قلت لها :سأبحث عنه في طيات الزمن
في السلاسل في وجه المحن
في ضوء النجوم
التي في السماء تحوم
نار الدنا وظلمته لم يُبقي لي أمل
فقالت :كل ذلك راجع للأزل
شمسيا تفاءلي إن خالقنا ليس بظالم
ولو كثر المظالم
سرت بعد هذا الحديث بخطى واثقة
سأنتظر يوما السلام بكل أملٍ وثقة
بكل إيمان وحب ووئام
سأنتظر يوم ألاقي شمسيا
يوم تكون النيازك آتية
ستكون هناك لتشهد اللقاء
وتُسَرَ وتفك السلاسل و للأوصاد
سأنتظر ذلك اليوم ولو بعد اللقاء
ستكون هناك نجوم السماء
سأطفئ شوقي بالنار لا بالماء
وبعدها بيني وبين شمسيا سيطول اللقاء
سنجمع الأحباء و الأصدقاء
يا ضياء الدنيا يا شمسيا