"من فتًى فلسطيني إلى صديق طفولته"
دَعِ الرَّشَّـاشَ خَـلْفَـكَ يا حبـيبُ وصـافِـحـْنِـي فأنتَ أخٌ قـريــبُ
رصـاصتُـكَ التي أطـلقْتَ نحوي تُصــيـبُـكَ مـثلـما قلبي تُصيبُ
وقـاتـِلـُنا هــو المقـتــولُ فـيـنـا وأَسْعَدُنا هـو الأشقى الكئيبُ
لـمـاذا يـا أخـي تــرتــدُّ نـحـوي ووجهُكَ في مقابلتي غَضُوبُ؟!
ألـم نَسْكُـنْ مُـخيـَّمَـنـا جمـيـعاً تُـشـارِكُـنـا طُفُولَتَنا الخُطُـوبُ؟!
ألـم نَشْـرَبْ مَـوَاجِـعـَنـا صِـغَـاراً وَنَرْضَـعْهَـا كمـا رُضِعَ الحليبُ؟!
دَعِ الأعــداءَ لا تَــرْكَـنْ إليــهــم فما يُـعـطيـكَ إلاَّ الغَــدْرَ (ذِيـبُ)
إذا امـتـدَّتْ يـدُ البـاغـي بـمـالٍ إليــكَ فَـخَـلْفـَهُ هـدفٌ مُـرِيــبُ
لـنـا أرضٌ مُـبــارَكــةٌ دَهَـــاهَـــا مـنَ الأعــداءِ عُـدْوانٌ رَهِــيــبُ
ألـم يُـدْفَــنْ أبي وأبــوكَ فيــهـا و في عَـيـْـنَيْهِمَا دمعٌ صَبِيبُ؟!
ستَشْقَى ثم تَشْقَى حينَ تَنْأَى بنا عـن طَـرْدِ غـاصِبِـهـا الدُّروبُ
أخي ورفـيــقَ آلامـي وحُــزْني وأحـلامـي، رَجَـوْتُكَ يــا حـبـيبُ
رَجَــوْتُـكَ أنْ تـكـونَ أخــا وفــاءٍ لِئَلاَّ يَـدْفِـنَ الـشمـسَ الـغُـروبُ
كأنِّي بالـرَّصـاصِ يـقــولُ : كلاَّ و يَـحْـلـِفُ أنَّــهُ لا يــسـتجــيـبُ
يقـولُ لـنـا: دَعُـوا هذا التَّجَافِي وكُـفُّـوا عــن تَـنَاحُرِكُم وتُـوبُــوا
أخي، إنِّي رأيْتُ الحقَّ شمساً يُـلازِمُـهــا الـشُّـروقُ فـما تَغِيبُ
فلا تَتْـرُكْ يــدَ الأحقــادِ تُـدْمِي جَبـِـيـنـاً لا يَلِيــقُ بـهِ الشُّحُوبُ
سَمِعْتُ مـآذنَ الأقـصى تُنادِي وفي الـبـيتِ الحرامِ لها مُجِيبُ
وصَـوْتُ عجـائـبِ الإسراءِ يَدْعُو وفي أَصْـدَائِـهِ نَــغَــمٌ عَـجِيـبُ:
إذا دَعَـتِ الـمــآذِنُ بالتَّــآخِــي فحُـكْـمُ إجابَةِ الدَّاعِي الوُجُوبُ
أخي، بـيني وبَيـْنَـكَ نهـرُ حُب وإخـلاصٍ بـهِ تَـرْوَى القُـلُـــوبُ
لِقَلْـبـَيـْنَا مـنَ الإحـساسِ دِفْءٌ أرى جـبـلَ الـجلـيــدِ بهِ يَـذُوبُ
كِـلانَا لا يُــريــدُ سـوى انـتـصـارٍ يـعـودُ لـنـا بهِ الوطنُ السَّلِيـبُ
كِـلانَا في فلسـطيـنَ الْـتَـقَـيْـنَا على هَـدَفٍ، لِـيَـنْهَـزِمَ الغَريـبُ
لِـنَــرْفَــعَ رايــةً للـحـقِّ تُـمْحَى بـهـا مـن صَــدْرِ أُمَّتِـنَـا الـكُرُوبُ
أخا الإســراءِ والمعـــراجِ، بيني وبَـيـْنَـكَ حَـقْـلُ أزهــارٍ وطِيــبُ
بِحَبْـلِ العُــرْوَةِ الوُثْقَى اعْتَصَمْنَا فلا عـاشَ المُخَـالِفُ والكَـذُوبُ