سيبقى العطاء دليل انتماء
د. إسلام المازني
مقدمة القصيدة
سمعت صحفية تركية لديها حس عال بالحق - رغم اختلاف اللغة - فهي تبكي الهوان في الداخل والخارج، خاصة العراق الذي يؤرق مضجعها، ثم تشكو انتشار تماثيل أتاتورك وضغوط العولمة وخيانة المثقفين، وتصف ضياع الهوية هناك، حتى إن شقيقها - اسمه صالح - لا يعرف عن الإسلام سوى الفاتحة....
وتشعر بأن القادم أسوأ: قائمة طلبات الإتحاد الأوربي!
وشعرت بما تقول..
فهي مزيج يرفضه العالم جهرا ويؤسسه سرا، مزيج من الدين والسياسة والإقتصاد.
تلك هي محرقة العولمة، فهناك ثمن معلن وثمن خفي لتدخل في الإتحاد الأوربي، كي تذوب في شرايين الحضارة المتوحشة!
هناك مطالب معلنة وطلبات خفية، وبالمثل يعلن الأوربيون عن مخاوف معلنة ولديهم محاذير خفية.
وليت الكبار والصغار يوقنون أن العزة في طاعة الله
وأن المعاصي تجلب الإحتلال
وتجلب الذل
والزلازل
ألم تر إلى الرجل النائم بلباس البحر شبه عار والموج يطارده، وهو يحمل عوامته ويجري للسكن، فيدخل الموج خلفه للسكن ليذيقه! في كارثة تسونامي؟!
ألم تر صفوف المجلات لدى الباعة، ثلاثين مجلة خليعة، كل واحدة تتصدرها صورة لمرأة مفتنة فاتنة!
فماذا تنتظر؟...
لو لم يتحول زعم الحب لله سبحانه إلى حب حقيقي فلن يكون هناك مقاومة، ولن يبزغ فجر باسم، ولن يطل أمل....
وحاولت أن أتعلم بحرا من الشعر، ليؤدي بعضا من واجب البلاغ.
أتتني تلملم أحزانها *** أأنت الطبيب لأسقامها!
دهتني الخطوب وأوجاعها *** وحمى الديار بأصنامها
صنوف الفخاخ أعدت بها *** لقنص البلاد وإعلامها
بدعوى الصلاح أقم سوأة *** وانع الديار لإسلامها
فكيف الدواء وترياقها *** زعاف السموم بأقلامها!
نناضل لا يستكين الفتى *** أتدنو الليوث لأغنامها!
سلام بَنيّ أسود الوغى*** تدك الجبال بأقدامها
قناديل عرش أعدت لكم *** وحور تحيى بأنغامها
ستشرق شمس الهدى درة *** لجيد السماء وأجرامها
أيا أيها الحب أنت السنا *** وأنت الأريج لإسلامها
وكالشهد حلَّى حياة الألى *** أناروا الطريق لأقوامها
تهون الصعاب وأهوالها *** وذل النفوس لإكرامها
ستبقى الشهادة نور الهدى *** فلا للقبور وإقتامها
فخذ من دمائي لأخت عراق *** وقطع روحي لأيتامها
سيبقى العطاء دليل انتماء*** ستبقى الزهور بأكمامها