هذه
أنا...باختصار
مسلمه.. عربيه..
حرٌّه.. أبيٌّه..
ذاك هو
اسمي..
وعمري ..
قضيت طفولتي..
بين أكوام الحجر..
وشبابي..ما بين أروقة
المدائن..
مستبسلاً..أبغي نهاية من ظلم..
وكهولتي ..حافظاً عهدي
للوطن..
وزارعاً حبه في قلوب أبنائي و أحفادي..
ومعلماً و مذكراً
لهم..
ألاّ بديـــل عن الوطـــن
....
أبــــي..
شيخ كبير..
علمته السنون..الصبر و
الجلد..
في رسغيه آثار القيود..
وعلى ظهره أوسمة الصمود..
وفي قلبه
الايمان عامر..
ولا ينطق لسانه..
إلا بشعار يردد..
الله و
الجنـــة
..
وبجانبه ترى امـــي..
قائمة
تصلّي..
رافعة أكفّها إلى رب السما..
تتلألأ في مقلتيها الدموع..
تدعو
خالق الأكوان..
ببساطة الأم الحنون..
صاحبة القلب العطوف..
الصافي
الرؤوف..
أن يختفي اليهود..
من هذا الوجـــــــــود..!
نعـــم..
تلك
هـــي أمــــي
..
امــــــــي..
من حملت
بي..
في وقت لم تجد فيه لها مأوى..!
ووضعتني في خيام اللاجئين..
فأرضعتني
عشق الوطن
..
وحاكت لي بإرادتها..ثوب الشجاعة..
و ألبستني نعل الإقدام و
البساله..
فلم ترهبني بعد ذلك..
لا أصوات المدافع..
ولا حجم
الدبابة..!!
و أول درس علمتني..
هو حبي ..
و شوقي..
لنيل الشهادة . .
..
وهناك..
على روابي مدينتي..
تلقى أخـــي..
و قد افترش الأرض..
و إلتحف التراب..!
أخـــي الشهـــيد..
الذي سقط..بل ارتفع ..
يوم أن وقف
أمام دبابة الأعداء..
رافعاً بيمينه الحجر..
ومنادياً بأعلى صوته..
في وجه
أحقر البشر...
ومقسمــــــاً...
لا لــــــــن تمـــروا...
فقدّم
حياته..
و سنوات شبابه..
وفاءاً لذلك القسم
..
أتريد رؤية أختي..؟!
انظر إليها..
هي تلك التي وسط الزحام..
تغطي
رأسها بخمار الاسلام..
بترديد الأذكار و الدعوات..
وقد عمّرت قلبها المؤمن..
هي هناك وسط أخواتها..
تبث فيهن الشجاعة و الإقدام..
وتوصيهن
بتقوى العزيز الجبار..
فتوجه قلبها نحو ربها..
وترسل الدعاء..
اللهم تقبّل
منها الدعاء..
اللهم تقبّل منها الدعاء..
أما وطني ..
فوطن بالجراح ملئ..!
و بالنزيف المستمر
عليل..
إلا أنه رغم نزيفه الذي لا ينقطع..
مازال يلد كل
لحظة..
شهيداً..
وحـــراً..
وثائراً
..
ورغم الجــــراح..
مازالت
رائحة النصر القريب..
تزور هضابه و سهوله..
كل يوم مع تباشير
الصباح..
ولسوف ننتصر..
سوف ننتصر
. .
هذه
أنا..
وهذه قصتي..
باختصار..
. .
فلسطيني . .